صحيفة الغارديان البريطانية: تطالب بمجانية الطعام للطلاب الفقراء
منظمة انتصاف – تقرير
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن ملايين الأشخاص أُجبروا على تفويت وجبات خلال اليوم أو قضاء يوم كامل بدون تناول أي طعام، وذلك خلال الشهور الأخيرة، وفقاً لما أوردته بيانات جديدة.
فمع تعمق أزمة تكاليف المعيشة في بريطانيا، عانت عائلة واحدة من بين كل خمس عائلات تقريباً من ذوي الدخل المنخفض، من انعدام الأمن الغذائي في سبتمبر/أيلول 2022، مما يعني أن مزيداً من الأشخاص جاعوا أكثر مما حدث خلال الأسابيع الفوضوية الأولى لإغلاقات جائحة كوفيد-19، وذلك حسبما قالت جمعية Food Foundation الخيرية.
وتقول أحدث بيانات الجمعية إن مستويات الجوع بلغت أكثر من الضعف خلال يناير/كانون الثاني 2022، مما يعني أن 10 ملايين بالغ و4 ملايين طفل كانوا غير قادرين على تناول وجباتهم بانتظام في شهر سبتمبر/أيلول 2022، مما أثار دعوات لاتخاذ تدابير أقوى لحماية الأسر الضعيفة.
كذلك فقد تضمنت هذه الدعوات طلب إتاحة وجبات مدرسية مجانية لـ800 ألف طفل آخر، في خضم تقارير تقول إن أطفال المدارس الجائعين يسرقون الطعام من زملائهم في الدراسة، ويفوّتون وجبات الغداء لعدم قدرتهم على تحمل الوجبات المدرسية، أو يجلبون معهم وجبات غداء تحتوي على شريحة خبز واحدة فحسب.
من جهة أخرى، فقد أدان النشطاء أيضاً إصرار الحكومة على خفض قيمة الإعانات، التي يقدر أنها ستكلف العائلات التي تكافح بالفعل، مئات الجنيهات سنوياً. وقد وجدت بيانات الجمعية أن أكثر من نصف مستحقي المساعدات يكافحون من أجل العثور على الطعام الذي يحتاجونه.
حيث وصف السير مايكل مارموت، خبير الصحة العامة البارز، ارتفاع مستويات الجوع بـ”المقلقة”، وأبلغ صحيفة The Guardian بأنها ستحمل آثاراً صحية مدمرة على الفئات الأضعف بالمجتمع، بما في ذلك تكرر الإصابة بالضغط العصبي والأمراض العقلية وأمراض السمنة ومرض السكري وأمراض القلب.
في الوقت نفسه، وجد استقصاء منفصل للمدارس الابتدائية أجرته منظمة
Chefs in Schools أن نصف هذه المدارس كانت تقدم وجبات مجانية للأطفال الذين يعانون من الفقر، والذين يكونون غير مؤهلين للحصول على وجبات مدرسية مجانية. وكان ثلثا هذه المدراس يحيل الآباء إلى بنوك الطعام، وما يقرب من 50% منها كانت تقدم طروداً غذائية للأسر نفسها.
إذ قالت نعومي دنكن، الرئيسة التنفيذية للمنظمة: “يكشف هذا البحث الحقيقة الصادمة التي يراها المعلمون يومياً. الموقف فظيع ويسوء بشدة. نطالب الحكومة بمد نطاق أهلية الوجبات المدرسية المجانية إلى جميع العائلات التي تتلقى مساعدات حكومية، كي يصل الدعم إلى الأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة إليه”.
في حين صاحب تزايد انعدام الأمن الغذائي تقلص القوة الشرائية للأسر ذات الدخول المتوسطة، بسبب ثبات الأجور وخفض الإعانات خلال السنوات الأخيرة.
إذ إن هذه الأسر تواجه موقفاً تضطر فيه للاختيار بين الطعام أو التدفئة، ولذا فإنها تلجأ إلى خفض الإنفاق على الطعام، برغم أن الضغوط الأخيرة جعلت بعض الأسر فقيرة للغاية؛ لدرجة عجزها عن تحمل تكاليف الطعام والتدفئة أو حتى أحدهما.
من جانبها، فقد تعقبت منظمة The Food Foundation انعدام الأمن الغذائي منذ ما قبل الجائحة بقليل، واستخدمت استقصاءات ممثلة على الصعيد الوطني لأكثر من 4200 بالغ. خلال أول أسبوعين من الإغلاق المشهود في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2020، فوتت 14% من العائلات وجبات بسبب فراغ أرفف البقالات والأسواق المركزية، وتعطل سلاسل إمدادات الغذاء بدرجة كبيرة.
في حين أظهرت الاستقصاءات التالية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي، واستقراره عند مستوى 7-8%، بعد أن طبقت الحكومة برنامجاً لدعم الأسر التي تكافح خلال الجائحة، بما في ذلك زيادة قيمة الإعانات بـ 20 جنيهاً إسترلينياً أسبوعياً، وتمويل بنوك الطعام بالإمدادات الغذائية الطارئة.
لكن منذ شهر يناير/كانون الثاني 2022، أدى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، مصحوباً برفع إعانة جائحة كوفيد، إلى التعجيل بارتفاع مستوى الجوع. وبرغم اتخاذ الحكومة تدابير لدعم تكاليف المعيشة، قالت أكثر من ثلثي الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إنها طبخت طعاماً أقل أو أطفأت الثلاجات كي تخفض تكاليف الطاقة.