أكثر من خمسة آلاف شهيدة وجريحة من النساء اليمنيات خلال ثماني سنوات من العدوان

0

منظمة انتصاف – تقرير

تحملت المرأة اليمنية العبء الأكبر من أوزار العدوان وتصدرت قائمة الخسائر على كافة المستويات، فسقطت الآلاف منهن ما بين قتيلة وجريحة وأخريات لاجئات فاقدات للمأوى والسكن، كما قضى العدوان على طموح الكثير منهن وانحصرت تطلعاتهن إلى مجرد الحياة بشيء من الأمان وأصبحن يبحثن عن الاستقرار والسلام والسكينة .
لكن النساء اليمنيات لم يستسلمن وقدمن التضحيات في مواجهة هذا العدوان الغاشم ها هن يتصدرن طلائع المشاركين في صنع النصر اليماني على جحافل الأعداء في كافة الميادين وما زلن يسطرن أروع الملاحم، في سبيل الحرية والكرامة من أجل وحدة الوطن وعزته وحرية أبنائه انطلاقا من مسؤولياتهن الوطنية والإنسانية.

الدور البارز
قامت المرأة اليمنية خلال السنوات الثماني الماضية بدور وطني كبير وبارز في الحفاظ على كيانها وأسرتها التي هددتها الحرب واغتالتها الظروف المختلفة فكانت الصابرة المحتسبة المدركة لأهمية دورها ومسؤوليتها في الظرف الحرج الذي يعيشه الوطن وكانت لها إسهامات بارزة في تعزيز روح الولاء الوطني في نفوس أبنائها وفي ترسيخ قيم ومفاهيم التكافل الاجتماعي وبث روح المحبة والتراحم ووضع بصماتها المشرقة في التأسيس لمستقبل الأجيال القادمة ودفعت في سبيل ذلك تضحيات جسيمة وارتقت الآلاف منهن شهيدات وأخريات جريحات ليكتبن بدمائهن الطاهرة تاريخا عظيما في مسيرة التحرر الوطني والانعتاق من الاحتلال والهيمنة والوصاية البغيضة المفروضة على الوطن منذ عقود طويلة.

تضحيات كبرى
حتى قبل أيام فقط كان عدد الشهداء والجرحى من صفوف النساء اليمنيات أكثر من خمسة آلاف شهيدة وجريحة.
وتوضح منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل في آخر إحصائياتها الرسمية الصادرة عنها قبل أيام أن خمسة آلاف و297 امرأة سقطن بين شهيدة وجريحة خلال قرابة ثماني سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
وأوضحت المنظمة في إحصائية أصدرتها الأسبوع الماضي بالتزامن مع اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة أن عدد الشهيدات من النساء بلغ ألفين و435 شهيدة وألفان و862 جريحة.
وأشارت إلى الأوضاع الكارثية والمأساوية التي تعيشها المرأة اليمنية، جراء العدوان والحصار، حيث بلغ عدد الانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان في الساحل الغربي 695 منها 132 جريمة اغتصاب و56 جريمة اختطاف.

انتهاكات
وبلغت الانتهاكات في المحافظات الجنوبية، وعدن خاصة 443 جريمة اغتصاب بحسب البلاغات.

حرمان النساء من كل الحقوق
وتؤكد منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أن العدوان والحصار تسببا خلال السنوات الثماني الماضية في حرمان المرأة من حقها في الحصول على الخدمات الصحية، حيث عمل العدوان على استهداف المستشفيات والمراكز ونشر الأمراض والأوبئة وارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة بين الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى زيادة نسبة الإجهاض وتشوه الأجنة نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً.
وبينت إحصائية المنظمة أن أكثر من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية، منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابة بسوء التغذية المتوسط، في حين أن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة بـ 17 ألف امرأة تقريباً.
ووفقاً للمنظمة فإن ما يقارب من 70 % من أدوية الولادة لا تتوفر في اليمن بسبب الحصار ومنع تحالف العدوان إدخالها إلى اليمن، مشيرة إلى أن حوالي نصف عدد النازحين البالغ 4.3 مليون شخص، نساء، 27 % منهن دون الثامنة عشرة من العمر، وهو ما يزيد احتمالات تعرضهن للعنف.

معاناة النازحات
ولفتت المنظمة إلى أنه مع قلة خيارات الإيواء المتاحة، تعاني النساء والفتيات النازحات أشد المعاناة جراء الافتقار إلى الخصوصية، والتهديد لسلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما يجعلهن أكثر ضعفًا وعرضةً للعنف والإساءة.
وذكرت أن واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 % من هذه الأسر عن 18 عامًا، وبحسب تقرير أممي فإن 60 ألف امرأة فقدن أزواجهن، وبلغ عدد الأسر التي تعيلها نساء على مستوى اليمن 417 ألف أسرة.
وفيما يتعلق بالتعليم، حرمت المرأة من هذا الحق نتيجة استهداف العدوان للمنشآت التعليمية والحصار الاقتصادي وعدم صرف الرواتب، مما أدى إلى عدم قدرة بعض الأسر على توفير احتياجات التعليم الأساسية كوجبة الإفطار، وأصبحت 31 % من فتيات اليمن خارج نطاق التعليم.

قد يعجبك ايضا