واقع المرأة اليمنية في ظل العدوان

منظمة انتصاف – تقرير

 

 

يشكل الرجال والشبان معظم الضحايا المباشرين للنزاع المسلح والآثار المرتبطة به، فتتحمل النساء أعباء الإنفاق على الأسرة ومسؤولية إدارتها، في ظل ظروف شديدة الصعوبة، تجعلهن أكثر عرضة لأشكال مختلفة من العنف. وعلى الرغم من أن النزاع في اليمن أثر بشكلٍ كبير على كل المدنيين، فإن تأثر النساء والفتيات كان أكبر.
وتواجه النساء والفتيات منذ قرابة سبعة أعوام من العدوان عنفاً متزايداً يفوق ما هو معتاد من مستويات العنف، فقد دفعت الحرب النساء والفتيات للانخراط في الأعمال المحفوفة بالمخاطر للمساعدة في توفير دخل لأسرهن، لكن الحرب التي عانى منها اليمنيون كثيرًا، فاقمت ظاهرة العنف ضد النساء، فتزايدت حالات العنف المنزلي، والزواج المبكر، وجرائم الشرف، وتراجعت فرص النساء والفتيات في الغذاء والتعليم، وتزايد حالات الزواج القسري، حيث يتم دفع فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 سنة نحو الزواج، لتخفيف الضغوط الاقتصادية على أسرهن، وفي معظم الحالات تترك الفتيات المدرسة ويبقين في البيت.
إن التقدم في حقوق المرأة في التاريخ اليمني الحديث قد فاق بكثير حقوق المرأة في أجزاء أخرى من الخليج، على الرغم من الثروة الخليجية الأكبر بكثير، والاتجاهات النسائية المناهضة للعنف ضد المرأة لا تقتصر على جهود المنظمات الإنسانية، بل تشمل الاتجاهات الاجتماعية الحداثية في اليمن، والاستحقاقات السياسية والدستورية والقانونية، ويمكن استغلالها مجتمعة في الحد من العنف القائم ضد المرأة.
وعن التشريعات اليمنية للحد من العنف ضد المرأة اليمنية، فهي تحتاج إلى مراجعة شاملة في ما يتعلق بمنظومة النصوص المتعلقة بالمرأة، فالتشريعات الحالية فيها كثير من النصوص التي تجرم العنف ضد المرأة، وتوفر لها الحماية، ولكن مازال هناك قصور يلزم معالجته تشريعياً، كما نحتاج لحملات مناصرة وتوعية بالنسبة لتنفيذ النصوص الموجودة.

قد يعجبك ايضا