النزوح وتأثيره على المرأة في اليمن

0

منظمة انتصاف – تقرير

 

إن مئات الآلاف من النازحين وعلى رأسهم النساء النازحات يعيشون وضعاً إنسانياً كارثياً منذ قرابة سبعة أعوام جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي والحصار الذي تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل إعلان المنظمات الأممية عن تقليص المساعدات وإغلاق المشاريع في الوقت الذي تفتقد فيه المخيمات أبسط المقومات مع توقف المساعدات من الغذاء والدواء وانتشار الأمراض، الأمر الذي زاد الأزمة الإنسانية سوءاً.

ووسط تردي الأوضاع الإنسانية التي تعد الأسوأ بالعالم في ظل استمرار قرصنة تحالف العدوان على سفن المشتقات النفطية، وصل عدد الأسر النازحة إلى 670 ألفاً و343 أسرة في 15 محافظة يمنية .
وقد أدى العدوان إلى تفاقم الوضع بالنسبة للمرأة، إذ أدى استمرار الحرب والحصار إلى نزوح النساء والفتيات بأعداد كبيرة، فتفاقم العنف ضدهن بشكلٍ أكثر حدة، حيث تشير التقارير إلى أن العنف ضد المرأة ازداد بنحو 63% منذ تصاعد النزاع في 2015، وهذا يعني المزيد من حالات الاغتصاب والعنف المنزلي والزواج القسري وزواج القاصرات ، إلى جانب الإيذاء الجسدي والنفسي والصدمات مقارنةً بما كان عليه الحال قبل الحرب.
و تشكل النساء والأطفال ما يقرب من 76% من النازحين، ووسط كل هذه المصاعب، ظلت المرأة قوية وصامدة، فالنساء في معظم الحالات هن من يتحملن عبء إعالة أسرهن، وقد أظهرت دراسة WILPF أن النزوح يزيد من خطر العنف ضد النساء، فضلًا عن الجرائم الأخرى التي تستهدفهن بشكلٍ غير متناسب.
كما يفيد صندوق الأمم المتحدة للسكان أنه في صنعاء وعدن وحجة -المحافظات التي تستضيف أكبر عدد من النازحين داخليًا- ما يقرب من 800.000 نازح هم من النساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا، وهن معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي والاغتصاب.
وقد أدى النزوح وانهيار آليات الحماية إلى زيادة تعرض النساء والفتيات للعنف بشكلٍ كبير، فأكثر من 3 ملايين شخص نزحوا بسبب الصراع، أكثر من نصفهم من النساء والفتيات. وتجدر الإشارة إلى أن النزوح غير المتناسب للنساء والأطفال يُعد خطرًا رئيسيًا، سواء في بيئات مضيفة أكثر أمنًا، أو في تجمعات سكانية غير آمنة وغير رسمية. وفي اليمن، لجأ ثلث النازحين على الأقل إلى المباني العامة والمهجورة، مع وجود عوامل حماية محدودة، في ظل عدم وجود نظام رسمي للمخيمات، بالإضافة إلى ذلك، عادت العديد من النساء والفتيات النازحات البالغ عددهن مليونًا، إلى منازلهن ليجدنها أماكن غير آمنة.
منظمات الأمم المتحدة تعمدت عدم إيجاد مشاريع مستدامة أو مساعدات مدرة للدخل تساعد النازحين على العيش الكريم عوضاً عن المساعدات الضئيلة التي لا تلبي حتى أدنى احتياجاتهم ،كما أن أكثر من اثنين مليون نازح لا يحصلون على مساعدات حتى الآن، رغم المطالبة المستمرة للمنظمات بالقيام بدورها ومسؤولياتها تجاه النازحين.

قد يعجبك ايضا