منظمة انتصاف: في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية النساء و الأطفال هم أكثر الفئات تعرضاً للخطر من المعاناة التي تتسبب فيها العدوان حيث تسبب بانخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية في اليمن، والذي قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات بين النساء و الأطفال.

منظمة انتصاف – اخبار محلية

و بينما وصفت الأمم المتحدة الكارثة الإنسانية التي تمر بها اليمن بأنها واحدة من الأسوأ في العالم، إذ إن هناك 21.6 مليون يمني يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات في عام 2023 م، فان المرأة و الطفل اليمنين يعيشون تحت وطأة انعدام الرعاية الصحية و القتل والتشريد والنزوح و تنتهك وتسلب منهم كافة حقوقهم التي تدعيها القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية حيث وصل عدد ضحايا العدوان الأمريكي السعودي على النساء و الأطفال في اليمن الى أكثر من 13,698 قتيل وجريح منذ بدء العدوان على اليمن.

في اليمن، تواجه النساء والفتيات تحديات مماثلة لتلك التي تواجهها النساء في أي بلد ضعيف؛ فالحمل يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية، ودورهن كمقدمات للرعاية يمكن أن يجعلهن متفانيات لحد الضرر، ويتنازلن عن الطعام حتى يتمكن أطفالهن من تناول هذا الطعام. فهي تتأثر بشكل خاص بالحرب والجوع؛ حيث تضحي الأمهات بنصيبهن من الطعام لضمان حصول أطفالهن على ما يكفيهم. ويمكن أن يجعلهن ذلك عرضة لخطر الإصابة بسوء التغذية، وإذا كن يرضعن رضاعة طبيعية، فإنهن لا يستطعن في الغالب إنتاج ما يكفي من الحليب لأطفالهن و إذا لم يحصل الاطفال على ما يكفيهم من الغذاء، ولا سيما للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم وعامين من العناصر الغذائية المناسبة في أول 1000 يوم من حياتهم يمكن أن يؤدي إلى تأثير ضار يمتد إلى بقية حياتهم.
حيث ان النساء و الأطفال في اليمن يواجهون أحد أكثر أشكال الواقع حزنًا، خاصة حينما يتعلق الأمر بحقهم في السلامة الشخصية وتلقي الرعاية الصحية وخاصة النساء خلال فترات الحمل والولادة. فقبل اندلاع العدوان، كانت الأطفال و النساء اليمنين يعانون من أحد أعلى معدل الوفيات في العالم. فهناك حوالي 12.6 مليون من النساء و 11 مليون طفل بحاجة إلى خدمات منقذة للحياة في الصحة الإنجابية والحماية و المساعدات الإنسانية.
اليوم، ومع مرور ثمانية أعوام على الأزمة، فقد فاقمت الحرب والأزمة الإنسانية التي تُوصف بأنها الأسوأ في العالم من معاناة الأمهات الجدد والنساء الحوامل، إذ تجرى أن هناك أكثر من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط و في حين أن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة بـ 17 ألف امرأة تقريباً و فيما تم تسجيل أكثر من 2.3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية و632 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدد لحياتهم بالوفاة.
بالإضافة إلى أكثر من 50% من عمليات الولادة على يد أشخاص غير متخصصين. إلى جانب ذلك، تحتاج ما تقدر بنحو 8.1 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب في اليمن إلى المساعدة في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية ومن المتوقع أن تصاب 195,000 منهن بمضاعفات تتطلب مساعدة طبية لإنقاذ حياتهن وحياة أطفالهن حديثي الولادة،
ووفقًا لإحصاءات، فإن أقل من 50% من حالات الولادة في اليمن حاليًا تُجرى تحت إشراف متخصصين صحيين. وتفيد التقارير أن أمًّا وستة مواليد يموتون كل ساعتين في اليمن بسبب مضاعفات تحدث أثناء فترة الحمل ولأسباب يمكن تجنبها في الظروف الطبيعية، والسبب الرئيسي لتلك الوفيات هو انعدام فرص الحصول على الخدمات الصحية أو ضعف الرعاية المقدمة
يفاقم ذلك الواقع حقيقة أن نصف المرافق الصحية فقط في اليمن تعمل بكامل طاقتها، فيما فقدت 35% من مراكز وعيادات الصحة الإنجابية قدرتها على العمل، عدا عن أنها تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر البشرية.
وفي الوقت الحالي، يعيش أكثر من 20 مليون شخصًا في اليمن دون إمدادات غذائية منتظمة، وتعتبر النساء الحوامل والأمهات المرضعات والأطفال الفئات الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية، وفي حال استمرت هذه الأزمة دون معالجة، فإنه من المتوقع أن تكون ما لا تقل عن مليوني امرأة حامل للموت.
بالإضافة الى العدد المريع من عدد الضحايا من النساء الذي تجاوز الالاف عبر الاستهداف الغير مباشر كحالات الاعاقات الجسدية والنفسية و تفاقم الآثار المترتبة من العدوان والحصار على المرأة منذ ثمانية أعوام وما تبعها من أزمة اقتصادية وصلت بالملايين إلى حافة المجاعة، فالمرأة هي أكثر من يعاني نتيجة انقطاع بعض الخدمات كالكهرباء والماء والوقود، وتراجع أو انقطاع دخل الأسر والنزوح وتهدم المنازل وغيرها من الأضرار التي جعلتها تتحمل أكثر آثار العدوان المباشرة.

وخلال فترة العدوان والمستمرة إلى يومنا هذا يغيب دور الأمم المتحدة ومنظماتها، بل تطور الأمر إلى أن تخلت عن مسؤولياتها وسحبت الدعم عن معظم القطاعات الحيوية بما فيها أهم قطاع وهو القطاع الصحي. وتجاهلت كل الانتهاكات بحق المدنيين وعلى رأسهم النساء، مع أنها من تدعي الحقوق والحريات عبر العهود والمواثيق والحملات التي تروج لها و من المفترض أن تحفظ للمرأة حقها وأن تحميها من كافة أشكال العنف الموجه ضدها والتي من ضمنها الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الأمر الذي جعل الكثيرين يفقدون ثقتهم في الأمم المتحدة ومنظماتها والتي لم تحرك ساكناً تجاه كل ما يرتكب بحق أبناء ونساء اليمن.
من هنا نحمل تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن منذ ثمان سنوات. وأن استمرار العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية له تداعيات كارثية على كافة القطاعات الحيوية
و ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه الانتهاكات، والمجازر البشعة التي يتعرض لها المدنيين من أبناء الشعب اليمني، داعية أحرار العالم إلى التحرّك الفعّال والإيجابي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين من النساء والأطفال.
ونطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤوليتهم القانونية والإنسانية إزاء الجرائم البشعة التي يرتكبها تحالف العدوان بحق أبناء اليمن والضغط باتجاه إيقاف العدوان ورفع الحصار

#منظمة_انتصاف

قد يعجبك ايضا