تحالف العدوان يستهدف البنية الاقتصادية بالغارات الهستيرية للعدوان
منظمة انتصاف – تقرير
دمرت السعودية مئات المصانع والمنشآت الصناعية (الكبيرة – المتوسطة – الصغيرة) خلال حربها التي مازالت مستعرة حتي اليوم على اليمن -منذ مارس 2015،ويرى خبراء في الاقتصاد أن سياسة السعودية تسعى متعمدة إلى جعل السوق اليمني سوقا للمنتجات السعودية.
لقد دمرت مئات المصانع التي كانت تشغل عشرات آلاف من الأياد العاملة من النساء والرجال المعيلة لعشرات الآلاف من الأسر، وقد باتت أثراً بعد عين جراء استهدافها في الغارات على مختلف محافظات اليمن.
ويشير تدمير هذه المصانع بشكل مباشر إلى تعمد استهدافها لأنها تساهم بشكل فاعل في النشاط الاقتصادي، وفي دعم الناتج المحلي الإجمالي، وتساهم في تشغيل الأيدي العاملة، وهذا يعني أن هناك استهداف مباشر لزيادة معدل البطالة والفقر.
استهدفت دول تحالف العدوان خلال الحرب الجارية منشآت اقتصادية مهمة تتبع للقطاع الخاص والعام ولم تشكل أي خطر أمني على التحالف ، هذا القصف تركّز على مصانع حيوية رئيسية تشغّل عدداً كبيراً من العاملين ومنهم النساء، و استهداف السعودية للبنية التحتية للاقتصاد اليمني يأتي كوسيلة ضغط على اليمنيين لتركيعهم وتحويل تبعية الاقتصاد اليمني كتابع للسعودية.
وحسب تصريحات عن وزارة الصناعة والتجارة فإن القطاع الصناعي واجه تحديات نتيجة العدوان والحصار على البلاد تمثلت في ازمتي المشتقات النفطية والطاقة الكهربائية والغاز، فضلا عن تناقص المواد الخام الداخلة في الصناعات المحلية نتيجة الحصار الاقتصادي، كل ذك أضاف أعباءً على المرأة في اليمن وجعلها تتحمل مسؤوليات إضافية على عاتقها.
- استهداف المياه والصرف الصحي:
يفتقد اليمنيون المياه الصالحة للشرب بسبب استهداف طائرات دول تحالف العدوان لآبار المياه ومضخاتها، ما فاقم من الأزمة الموجودة في البلاد قبل العدوان، إضافة إلى انعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها وانقطاع الكهرباء، التي ازدادت خلال الحرب المستمرة حتى يومنا هذا0
وقد أدى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء إلى فقدان المياه في الأرياف نتيجة اعتماد الأهالي على الآبار التي تحتاج للكهرباء للتشغيل، وعاد بعض الأهالي إلى عادات كانت قد اندثرت، مثل رفع المياه من الآبار بالطرق التقليدية، وهذه معاناة تضاف إلى أعباء النساء على وجه الخصوص.
فقدان المياه في أمانة العاصمة صنعاء سببه استهداف طائرات دول تحالف العدوان لخزانات المياه في منطقة النهدين في مديرية السبعين، وكذلك لخزان آخر في نفس المكان بسعة 500 لتر مكعب، ويستفيد منه ثلاثون ألف نسمة. كما أن طائرات دول تحالف العدوان دمرت أيضاً وحدة ضخ تغذي منطقة حدة، حي النصر والحي السياسي، كما استهدف طيران دول تحالف العدوان مصادر المياه في صعدة واستهدف أحد خزانات المياه في جزير كمران في محافظة الحديدة، ناهيك عن استهدافه لمصادر المياه في المحافظات الاخرى، الأمر الذي فاقم من حدة الأزمة الإنسانية في ظل صمت وتواطؤ دولي وأممي مريب .
وقد حذرت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في بيان لها بأمانة العاصمة بتاريخ 2 سبتمبر 2020م من النتائج الكارثية الناتجة عن انعدام المشتقات النفطية والذي سيسبب كارثة بيئية متمثلة في توقف محطة معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل والذي سيؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة لسكان أمانة العاصمة وخاصة النساء والأطفال.
كما حذرت من توقف ضخ المياه لأكثر من 70 بئراً، والتي تضخ حوالي 1.150.000 متر مكعب للشهر الواحد، وحرمان معظم سكان أمانة العاصمة بمن فيهم النازحون من معظم المحافظات من مياه الشرب، وتوقف معدات وآليات صيانة شبكتي المياه والصرف الصحي بالمؤسسة، وكذا توقف تزويد المستشفيات بخدمتي المياه والصرف الصحي.
– إغلاق مطار صنعاء:
إغلاق دول تحالف العدوان مطار صنعاء أدى إلى عزل اليمن وتقييد حرية الملايين من أبنائه وتعطيل الملاحة أمام الامدادات الحيوية والتجارية، وحسب بيان لوزارة النقل في 6 سبتمبر 2020م فإن إغلاق مطار صنعاء فاقم الوضع الإنساني وأدى الى وفاة ٨٠٠٠٠مريض ممن كانوا بحاجة للسفر للعلاج بينهم نساء وأطفال ، وأن أكثر من ٤٥٠٠٠٠مريض بحاجة ماسة للسفر للعلاج يتوفى منهم(٢٥-٣٠) مريض يومياً بسبب استمرار إغلاق المطار.
كما تحدث البيان بأن أكثر من ٦٥٠٠٠ مريض بالأورام السرطانية منهم عدد كبير من النساء والأطفال أصبحوا مهددين بالموت نتيجة استمرار إغلاق مطار صنعاء من قبل دول تحالف العدوان ،وأكثر من ١٢٠٠٠من مرضى الفشل الكلوي بحاجة لعمليات زراعة الكلى بصورة عاجلة في الخارج .
كما أفاد البيان بأن أكثر من مليون مريض مهددون بالموت جراء انعدام أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة التي تنقل عبر الجو بسبب استمرار إغلاق مطار صنعاء،وتحدث عن وفاة مريض من كل عشرة مسافرين ممن يضطرون للسفر عبر مطارات عدن وسيئون بسبب مشقة وحوادث الطريق والإجراءات التعسفية التي يتعرضون لها هناك ، كما أن استمرار إغلاق مطار صنعاء حرم أكثر من٤٠٠٠٠٠٠مغترب من العودة للوطن لزيارة ذويهم وأفقد آلاف الطلاب منحهم الدراسية في الخارج وعطل مصالح الكثير من رجال الأعمال.
ويؤكد الناطق باسم لجنة الاوبئة الدكتور عبدالحكيم الكحلاني أن من يحتاج للسفر للخارج يحتاج إلى إسعاف خلال نصف ساعة أو ساعة الى الطائرة بينما السفر عبر مطاري سيئون وعدن والذي يستغرق 18 الى 24 ساعة محفوف بالمخاطر الطبية والأمنية، فيما أشارت هيئة الطيران المدني إلى أن حالة من كل عشر حالات توفيت في طريقها البري إلى تلك المطارات.
وأضاف أن “غالبية المرضى يرفضون السفر إلى الخارج عبر مطاري عدن (جنوب)، وسيئون (شرق)، بسبب المسافة الطويلة الذي سيتكبدونها للوصول إلى تلك المطارات، فضلاً عن سوء الأوضاع الأمنية في
وأضاف أن “غالبية المرضى يرفضون السفر إلى الخارج عبر مطاري عدن (جنوب)، وسيئون (شرق)، بسبب المسافة الطويلة الذي سيتكبدونها للوصول إلى تلك المطارات، فضلاً فصائل المرتزقة”.
وأكد عن سوء الأوضاع الأمنية في تلك المحافظات، خاصة في مدينة عدن التي تشهد صراعا بين الحاضري أن “فتح مطار صنعاء الدولي حق إنساني لكل المدنيين، واستمرار إغلاقه يزيد من حالات الوفاة في أوساط المرضى الذين يمكن إنقاذهم إذا ما تم نقلهم للعلاج في الخارج”.
دور أممي في معاناة اليمنيين
وعلى مدى السنوات الماضية طالبت السلطات الرسمية في صنعاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف تجاه إنهاء استمرار الحصار الجوي المفروض على المطارات اليمنية وإصدار قرار دولي من مجلس الأمن لفك الحصار الجوي عن مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية.
واستنكرت وزارة النقل استمرار عدم وفاء الأمم المتحدة بتعهداتها عن تسيير جسر جوي لرحلات إنسانية للمرضى عبر مطار صنعاء الدولي، والذي يؤكد عدم جدية المجتمع الدولي والأمم المتحدة في التحرك لوقف المأساة الإنسانية الناجمة عن استمرار العدوان والحصار.
وفي احيانا كثيرة تحرك الأمم المتحدة طائرة على متنها راكب واحد من مطار صنعاء الدولي فيما يقبع الشعب اليمني تحت الحصار والحظر.