وكالة رويترز: اكبر فضيحة تجسس سعودية في كشف قضية قرصنة العالم

منظمة انتصاف – عربي ودولي

 

أظهر تحقيق لوكالة رويترز العالمية للأنباء أن فضيحة تجسس سعودية استهدفت الناشطة الحقوقية لجين الهذلول كانت السبب المباشر في كشف أكبر قضية تجسس وقرصنة في العالم.
وذكرت الوكالة أن ما تعرضت له الهذلول ساهم في قلب الأمور ضد شركة “إن إس أو غروب” (NSO Group) الإسرائيلية، إحدى شركات برامج التجسس الأكثر تطورا في العالم.
وتواجه شركة الاحتلال الإسرائيلية الآن سلسلة من الإجراءات القانونية والتدقيق في واشنطن بسبب مزاعم جديدة باستخدام برامجها لاختراق المسؤولين الحكوميين والمعارضين في جميع أنحاء العالم.
وقد بدأ كل شيء بخلل في برنامج التشغيل على جهاز “آيفون” الخاص بالهذلول بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان.
إذ أتاح خطأ خارج عن المألوف في برامج التجسس الخاصة بـ “إن إس أو” للناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة، لجين الهذلول، والباحثين في مجال الخصوصية لاكتشاف مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن مصنّعة برامج التجسس الإسرائيلية ساهمت في اختراق هاتف الناشطة الذكي، وفقا لما ذكره ستة أشخاص على علم بالواقعة لوكالة رويترز.
وأشاروا إلى أن ملف صور مزيف غامض داخل هاتف الهذلول، تركه برنامج التجسس عن طريق الخطأ، أثار انتباه باحثي الأمن الإلكتروني.
وقال ثلاثة أشخاص مقربين من الهذلول إنها وخوفا من اختراق هاتفها، اتصلت بمجموعة “سيتيزن لاب” الكندية الناشطة في حقوق الخصوصية وطلبت منهم التحقق من جهازها للحصول على أدلة.
وبعد ستة أشهر من البحث في سجلات هاتفها، قام الباحث في “سيتيزن لاب”، زبيل ماركزاك، بما وصفه بـ “اكتشاف غير مسبوق”، تمثل بالعثور على خلل في برنامج المراقبة المزروع على هاتف الهذلول ترك نسخة من ملف الصورة الخبيثة، بدلاً من حذف نفسه تلقائيا، بعد سرقة رسائل الناشطة المستهدفة.
وأكد الباحث أنهم كشفوا عن الشيفرة التي خلفها الهجوم، والتي تضمنت دليلا مباشرا على أن “أن إس أو” أنشأت أداة التجسس.
ويقول ماركزاك: “لقد غيرت قواعد اللعبة، اكتشفنا شيئا اعتقدت الشركة أنه لا يمكن الوصول إليه”.
وكان الاكتشاف بمثابة مخطط كامل لعملية القرصنة، ما دفع شركة “آبل” لإخطار الآلاف من ضحايا القرصنة في جميع أنحاء العالم، وفقا لأربعة أشخاص على دراية مباشرة بالحادث.
قدمت النتائج التي كشفها “سيتيزن لاب” والهذلول الأساس للدعوى القضائية، التي رفعتها “آبل” في نوفمبر 2021 ضد “إن إس أو”، كما تردد صداها في واشنطن، حيث علم المسؤولون الأميركيون أن سلاح الشركة الإسرائيلية الإلكتروني استُخدم في التجسس على الدبلوماسيين الأميركيين أيضا.
وفي السنوات الأخيرة، تمتعت صناعة برامج التجسس بنمو هائل، حيث تشتري الحكومات في جميع أنحاء العالم برامج قرصنة الهاتف التي تسمح بهذا النوع من المراقبة الرقمية والتي كانت في السابق من اختصاص عدد قليل من وكالات الاستخبارات النخبوية.
ويقولون باحثين أمنيين إن اكتشاف الهذلول كان أول من قدم مخططا لشكل جديد قوي من التجسس الإلكتروني، تمثل بأداة اختراق تتسلل إلى الأجهزة دون أي تفاعل من المستخدم (أي دون الحاجة إلى الضغط على رابط لتحميل برنامج خبيث مثلا)، وأنه يعد أكثر الأدلة الملموسة حتى الآن على قدرات السلاح الإلكتروني.
وقد كان لدى الهذلول سبب وجيه للشك، فتلك لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها مراقبتها.
إذ كشف تحقيق أجرته رويترز، في عام 2019، أنه تم استهدافها، في عام 2017، من قبل فريق من المرتزقة الأميركيين الذين قاموا بمراقبة المعارضين نيابة عن الإمارات العربية المتحدة في إطار برنامج سري يسمى “مشروع الغراب الأسود” (Project Raven)، والذي صنفها على أنها “تهديد للأمن القومي” واخترق هاتفها “الآيفون”.
واعتقلت الهذلول في السعودية وسجنت لمدة ثلاث سنوات تقريبا، حيث تقول عائلتها إنها تعرضت للتعذيب والاستجواب باستخدام المعلومات المسروقة من جهازها.

قد يعجبك ايضا