التحالف يمعن في محاصرة اليمنيين ولو أمكنه لقطع عنهم الهواء دون تردد
منظمة انتصاف – تقرير
اشتدت أزمة الوقود وأمعن العدوان في جريمته البشعة بوضع 30 مليون شخص تحت الحصار المشدد، يمنع عنهم الغذاء والدواء والوقود، ولو أمكنه قطع الهواء لقطعه دون تردد.
وصلت الأزمة ذروتها.. ولا سبيل أمام الشعب اليمني إلا الاستنفار والتوجه للجبهات وهو ما يحدث وسيحدث ولن تطول الأزمة حين تتحول إلى منطلق للتوجه إلى الجبهات وتعزيزها ودحر العدوان فيها..
ويواصلُ تحالفُ العدوان الأمريكيُّ السعوديُّ الإماراتيُّ محاصرة الشعب اليمني بمَنْعَ سفن الوقود من الوصول إلى ميناء الحديدة؛ وقرصنتها واحتجازها لمضاعَفةِ الأزمةِ الخانقة التي تعيشُها مختلفُ المحافظات اليمنية، والتي تعتبر الأسوأَ منذ بدء العدوان، وذلك في سياق الإمعان الأمريكي في تشديد الحصار المفروض على الملايين من اليمنيين برِعايةٍ أمريكية بريطانية، بينما يحاول العدوان التضليل والتنكر لجريمته ويمارس الكذب والدجل بترويج مزاعم عديدة، ومنها ما روّجه مؤخرا أن الأزمة سببها حجز قاطرات في الجوف.
وأقدم تحالفُ العدوان، الأربعاء المنصرم، على احتجازِ سفينة وقود اسعافية استوردتها شركة النفط لتخفيف الأزمة التي تعيشها المحافظات اليمنية ، ليؤكّـدَ بذلك – مرة أُخرى – أن ما يحدث هو عقابٌ جماعي للشعب اليمني، واستخدام للإمدَادات المشروعة كسلاح حرب، وهو ما يصنف كجريمة حرب وابادة.
وأعلن الناطقُ باسم شركة النفط اليمنية، عصام المتوكل، أن سفينة البنزين الإسعافية “قيصر” حصلت على تصريح الوصول إلى ميناء الحديدة من قبل لجنة التفتيش الأممية (UNVIM) وكان من المتوقَّع وصولها إلى الميناء يوم الأربعاء، لكن تحالف العدوان قام بقرصنتها وحجزها واقتيادِها إلى قبالة سواحل جيزان، لتنضمَّ إلى عدد من سفن الوقود المحتجزة هناك بدون أي مبرّر، رغم حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة.
ويبلغ عدد السفن المحتجزة لدى تحالف العدوان، أربعَ سفن تحمل ما مجموعُه (116.386) طناً من البنزين والديزل والمازوت، وقد بلغت فترة احتجاز بعضها أكثر من 74 يوماً.
احتجاز السفينة “قيصر” كان دليلاً إضافياً واضحًا على أن أزمة الوقود الخانقة التي يعيشها البلد، تأتي ضمن مخطّط إجرامي ينفذه تحالفُ العدوان برعاية أمريكية بريطانية؛ لخنق الإمدَادات التي يعتمدُ عليها الشعبُ اليمني، ومضاعفة الأزمة الإنسانية التي أعلنت الأممُ المتحدة أنها الأسوأُ في العالم.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، “السفينةَ الأخيرة المحتجزة كانت قادمةً من الإمارات”، مستغرِباً من اعتراض السفن التي تأتي من دول العدوان؛ باعتبَار أنها بعيدةٌ عن شبهة “نقل السلاح” التي يتحجج بها العدوّ.
وَأَضَـافَ: إن القيود المفروضة على السفن هدفها الوحيد هو “خنق الشعب لزيادة الكلفة وحصاره”.
وفي هذا السياق ، أكّـد المتوكل أن أزمةَ الوقود الراهنة تعتبر الأسوأ من نوعها منذ بدء العدوان، مُشيراً إلى طوابير سيارات المواطنين التي امتدت الأسبوع الماضي إلى أكثرَ من ثلاثة كيلومترات أمام بعض المحطات.
وكشف المتوكل عن جانبٍ من تفاصيل تشديد إجراءات الحصار المفروض على البلد، حَيثُ أوضح أن تحالف العدوان يفرض على التجار الشراء من الإمارات فقط، وأن السفن أصبحت تخضعُ لإجراءات تعسفية من قبل شركة فرنسية تقوم بتختيم الخزانات وتفتيشها، وهو ما يعني إضافةَ المزيد من القيود على الواردات.
وفند المتوكل الشائعات التي يروِّجُها إعلامُ العدوّ، بأن شركة النفط تمنعُ دخولَ قاطرات الوقود عبر المنافذ البرية ، مؤكدا أن تحالف العدوان يغلق ميناء الحديدة ويمنع الوقود من الوصول إلى اليمن وعلى مرأى ومسمع العالم.
وتعيش المناطقَ المحتلّة أَيْـضاً نفسَ الوضع المأساوي، حَيثُ يقوم هوامير تجارة المشتقات النفطية هناك باحتكار الوقود وبيعه بأسعارٍ خيالية في السوق السوداء، وهو ما يؤكّـد بوضوح مسؤولية تحالف العدوان عن الأزمة التي دفع لإدارتها مجموعة من تجار الحرب والسوق السوداء.
ويحمِلُ التصعيدُ العدواني الراهنُ ضد الشعب اليمني، بصماتٍ أمريكيةً واضحةً، حَيثُ أصبح استخدامُ سفن الوقود كسلاح حرب وورقة ضغط وأسلوب حرب تشرف عليه أمريكا مباشرة وتدير فصوله ، وهي من أبرز استراتيجيات إدارة بايدن الرئيسية في التعامل مع المِلف اليمني، فقد صعدت الإدارة الأمريكية من حصارها على اليمن منذ صعود بايدن إلى رئاسة البيت الأبيض.
وكانت شبكةُ “سي إن إن” الأمريكيةُ بثت العام الماضي تحقيقًا ميدانيًّا، أكّـد أن السفنَ الحربية التابعة لتحالف العدوان المدعوم من الولايات المتحدة، تقومُ باحتجاز سفن الوقود بدون مبرّر، ما أَدَّى إلى تدهور الخدمات الصحية وتفاقم المجاعة، وقد استند عشراتٌ من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى ذلك التحقيق في رسالة طالبوا فيها بايدن بالتحَرُّكِ لوقف الحصار والسماح بدخول الإمدَادات، لكن البيتَ الأبيض رفض الاستجابةَ لتلك المطالب.
وأكّـد تقريرٌ لمعهد “بروكينغز” الأمريكي، أن الولاياتِ المتحدةَ تدعَمُ إجراءاتِ الحصار، داعياً إلى التحقيقِ في الدور الذي تقومُ به سفن الحصار التابعة للبحرية الأمريكية التي تتحكم في مياه البحر الأحمر.