مشروع البناء والحماية انطلق من مبدأ إيماني ورؤية مؤسسية مدنية واقتصادية
منظمة انتصاف – تقرير
في البداية تحدث الشيخ والسياسي عبدالرحمن مكرم عضو مجلس الشورى قائلاً: إن يأت شعار الرئيس الشهيد صالح الصماد رحمة الله تتغشاه ” يد تبني ويد تحمي “، لم يأت من فراغ وإنما كان مشروع استراتيجية بناء واستنهاض همم الكثير من شرفاء وقادة البلد للبناء والتنمية وكسر حصار العدوان وتبني مشاريع تمكينية تفيد شرائح المجتمع البسيطة وتتوجه نحو التمكين والاكتفاء الذاتي.
وقال مكرم “نعم.. إن الشهيد الرئيس حين أطلق هذا الشعار كان لديه برنامج بناء حقيقي لمسناه من خلال تتبع مسار تحركاته وتوجهاته إذ كان يحث على بناء مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد المتوغل في داخلها وممارسة النفوذ الجهوي للأشخاص المنتمين لهذه المؤسسات وخاصة العسكرية منها للتسلط على مقدرات وخيرات الأرض والإنسان”.
وأضاف: إن الرئيس الشهيد حمل رؤية ومشروعا وطنيا يهدف إلى استنهاض الدولة اليمنية الحديثة من تحت أنقاض دمار وخراب العدوان فكان قائدا محنكا وإدارياً ملما بمجريات الأمور ومتابعا لمجريات الأحداث على مستوى كل محافظة وعلى مستوى كل جبهة من الجبهات.
وبين مكرم أنه وفي عهده استطاعت القوات المسلحة بناء جيش قوي يمتلك قدرات عسكرية وولاء وطني لم تمتلكها الدولة في العهود السابقة، كان يدرك أن مشروع إعادة بناء الدولة الحديثة يحتاج إلى جهد كبير وإمكانيات بشرية ومادية باهظة ورغم أن الوطن كان يعاني أقوى انهيار اقتصادي نتيجة ظروف العدوان والحرب الظالمة التي شنتها السعودية والإمارات تنفيذا للمشروع الماسو-أمريكي لتمزيق النسيج الاجتماعي و زرع بذور الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب اليمني الموحد.
وبين مكرم أن مشروع البناء والحماية انطلق من مبدأ إيماني صادق ورؤية مؤسسية مدنية موازية للمؤسسة العسكرية لتنطلق كلتاهما نحو بناء دولة يمنية حديثة قادرة على نهوض اقتصادي ودفاع عسكري يردع الدول التي تهدد الأمن والسلام للمواطن اليمني.
إنتاج وبناء
الباحثة رجاء إسماعيل – مهتمة في الشؤون الاقتصادية ترى أن من أهم روافد ثورتنا ومسيرتنا القرآنية أنها كانت ولازالت زاخرة وولادة للقادة والمجاهدين الأحرار ذوي المبادئ والقيم والعزة والحرية، وأبناؤها أولو القوة والبأس الشديد، ذوو البصيرة النافذة حملة القرآن الكريم التالين له والمتدبرين والمطبقين لأحكامه، أصحاب العقول النيرة والمبادرات العظيمة، رغم العدوان والحروب المتوالية لإجهاض ووأد المشروع القرآني ورغم محاولة إطفاء نور الله الذي وعد بإتمامه ولو كره الكافرون، من أولئك الرجال الأبطال والمؤمنين الذي فاجأ الشعب وفاجأ العدو قبل الصديق بعلمه وفصاحته واستبساله وبذله في سبيل الله نفسه وعلمه ووقته وروحه كخاتمة عطرة لمسيرته وجهاده، من رأى أن مسح الغبار من نعال المجاهدين أفضل من منصب رئاسة الجمهورية اليمنية التي كانت مطمعا يسعى له أكثر رجال الدولة من الأحزاب قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي قلبت كل موازين الأعداء وخربت كل مخططاتهم التي مارسوها في حق أمتنا عامة وبحق الشعب اليمني خاصة من كان يمتلك ولا يزال يمتلك مقومات القوة والعزة من فكر وثقافة إيمانية وثروات كثيرة أهمها القوة البشرية وخاصة إذا كانت واعية مدركة لأهميتها وقدرتها وما حباها الله من النعم، فالإنسان أكرم مخلوق على الأرض جعله الله مهيمنا ومسيطرا على كل الكائنات في البر والبحر اللذين سخرهما الله له وجعلهما مستأمنا عليهما يصلح أمرهما ويعمر الأرض ويحييها، هذا الشهيد الرئيس الذي استشعر المسؤولية في فترة رئاسته أنها مرحلة هامة ومفصلية يحتاج البلد فيها إلى مالك الأشتر الحاضر كما كان للإمام علي مالك الأشتر في ذلك العصر، الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي استمد في مبادرته من ثقافته القرآنية ومن توجيهات الشهيد القائد والسيد القائد، والتي أدرك أهمية مبادرته الشهيرة التي رفعها كخطوة أولى ولبنة أساس في بناء الدولة اليمنية الحديثة التي لن تقوم لها قائمة ولن يتحقق لها النصر والاستمرار والنجاح إلاّ بتوفر أهم قوتين القوة العسكرية – والتي ستكون قوة تحمي اليمن والشعب وثرواته – والقوة الاقتصادية التي تدعم وتعزز القوة العسكرية وتكفي حاجة الشعب من توفير قوته وغذائه الذي يحافظ على عزته وكرامته واستغنائه عن فتات الآخرين، أطلق الرئيس الشهيد مبادرة (يد تحمي.. ويد تبني) هذه المبادرة استنفرت كل الجهود والطاقات الحرة والأبية من أبناء اليمن نساء ورجالا الذين كادوا يفقدون الثقة في أنفسهم بعامل التدمير الممنهج لنفسياتهم من قبل النظام العميل ورئيسه المقبور الذي دمر اليمن تدميرا ممنهجا منفذا لمخططات العدو في إضعاف اليمن دولة وإنسانا فقضى على الزراعة وعلى كل ما تملكه اليمن من مقومات الحضارة التي كانت تمتلكها لآلاف السنين السابقة، فتحول اليمن من اليمن السعيد إلى اليمن الشقي الذليل الذي يستجدي المعونات والقروض من البنك الدولي بعد أن كان من قبل الدولة الوحيدة العربية التي لا قروض عليها بل تساعد الدول بالقمح والحبوب الغذائية سواء كان للدول المجاورة منها جارة السوء مملكة الشر أو ألمانيا، وليس ذكر ذلك منّا ولا أذى إلا للتذكير بالحال السيئ الذي أوصلنا إليه الرئيس العميل الخائن.
وأوضحت الباحثة رجاء إسماعيل أن ألطاف الله بهذا الشعب المؤمن الذي يعلم الله الخير فيه قيض له فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى وبصيرة تحركوا بكل قواهم وطاقاتهم في شحذ الهمم واستنهاضها لاستعادة المجد وإعادة اليمن إلى سابق عهده اليمن السعيد الغني بثرواته وتجارته وزراعته وصناعاته التي ستعود مع الإيمان والثقة بالله والتوكل عليه فهو المعين والمعلم والرازق وإعادة اليمن إلى يمن القوة والبأس الشديد، فانطلق وتوجه إلى الميدان الكثير ممن لديه معرفة أو خبرة إلى العودة إلى حراثة الأراضي التي أصبحت بورا مهملة، وبذروا البذور وسألوا الله أن يسقيها ماء غدقا لتنبت به حبا ونباتا كما تحرك من تحرك لعرض ابتكاراتهم واختراعاتهم ومشاريعهم التكنولوجية وقام من قام بتصنيع غذائي أو تصنيع دوائي أو كيميائي كمنظفات وأسمدة وغيرها فكان معرضا ملفتا للنظر افتتحه الرئيس بنفسه وكنت ممن حضر وشارك في ذلك المعرض مع أخوات شاركن كلا بما لديها من خبرة وقدرة على الإنتاج ومنذ ذلك الحين وما زال ولا يزال السير في هذا العمل بخطى ثابتة من تدريب وتأهيل للأسر المنتجة إلا أنني أرى أن الدعم لايزال بسيطا ولا يرقى بمستوى القدرة الإنتاجية لبعض الأسر في تسويق المنتجات والبدائل التي ستغطي ولو جزءا بسيطا من احتياج اليمن خاصة في التصنيع الغذائي الذي لم أجد اهتماما من قبل المسؤولين في تنمية وتحسين الجودة للمنتجات الغذائية من خلال تدريب الأخوات المنتجات وإيجاد الأدوات والآلات والمواد التي تساعد على الإنتاج للأغذية والعصائر التي إن تم الاهتمام بها سيتم الاكتفاء الذاتي منها بدلا من الاستيراد للعصائر والبسكوت والحلويات وباقي المنتجات الغذائية من دول العدوان التي لا نزال ندعمها بشراء منتجاتها بملايين الدولارات لمنتجات يمكن استبدالها بمنتجات محلية طبيعية وذي قيمة غذائية، كما أن ما يقدم للأسر المنتجة من خدمة في تسويق منتجاتها لايزال بسيطا وهو إنشاء مخيم أسبوعي لتسويق بعض المنتجات كالمعجنات والحلويات وبعض منتجات العطور والبخور وبعض الحلي والحقائب، لا ننكر أن هناك تقدما في مجال الزراعة وتوجها جادا من قبل مسؤولي وزارة الزراعة في التوجه لدعم زراعة المنتجات التي يتم استيراد أصناف عديدة من الخارج لا ترقى إلى مستوى المنتج المحلي في الجودة والنكهة والطعم، كما تجرى تجارب لإنتاج منتجات لم يسبق زراعتها في اليمن كالزنجبيل على سبيل المثال والكركم، إن اليمن يتميز بتربته الخصبة وطبيعة مناخه المتنوع الذي يساعد في زراعة أصناف كثيرة ومتنوعة ويمكن تغطية السوق المحلية وتصدير الفائض منها، حيث أن منتجاتنا الزراعية من فواكه وخضروات مطلوبة في أسواق الدول المجاورة وكان ذلك حاصلا مع بعض منتجات الفواكه كالرمان الصعدي الذي كان يخرج إلى خارج اليمن قبل تغطية اليمن من الاحتياج ، ومزارع المانجو التي يمتلكها المسؤولون كل ذلك لايزال في الخطوات الأولى والتي تحتاج إلى توجيه كل الاهتمام من قبل الحكومة والمنظمات الزراعية المحلية ويمكن تشكيل اتحادات وجمعيات تعاونية أسوة بجمعية الحراثة المجتمعية وغيرها والتكاتف والتعاون لحل الإشكالات التي تواجه المزارعين والمصنعين، كما ألفت إلى الاهتمام بالجلود الطبيعية للأبقار والأغنام والاهتمام بتوعية الناس في كيفية الاستفادة من جلود أضاحيهم التي وجدت بعض منها ملقى به في القمامة مما يدعو للشعور بالألم والحزن لذلك، كما أتوجه بالنصح للاهتمام بالأبحاث في مجال التصنيع الدوائي من الأعشاب الطبية التي تتواجد بكثرة في اليمن وموت الكثير من المعالجين بالطب البديل دون إيجاد الورثة المتعلمين لهذا العلم بعد تشويه هذا النوع من التداوي لتحل الأدوية لشركات غربية محله التي أضرارها كثيرة واحيانا تداوي علة وتدمر أجهزة في الجسم على سبيل المثال الأدوية التي تحتوي على (الكورتيزون) والتي تستخدم في بلادنا بدلا من إيجاد الأدوية التي تقوي مناعة المرضى لمقاومة المرض والكثير الكثير من المجالات التي تحتاج إلى تخطيط استراتيجي ودعم مادي من أصحاب رؤوس الأموال في اليمن، كما ينبغي التكامل في أدوار الوزارات والمؤسسات الوطنية لدعم المنتجات فلا يسمح للاستيراد إلا بقدر ما يكمل احتياج الناس.
وأضافت: إن دعم المنتجات المحلية والتخفيف من الأعباء المعيقة والمعطلة للإنتاج كالضرائب في حال تسليم الزكاة إلا ما يتم استيراده من سلع أجنبية، كما ينصح بإنتاج المواد الخام محليا وألا يتم الاستيراد إلاّ في حالة الاحتياج وعدم وجود البديل وبذلك ستكون اليمن قوة اقتصادية لا يُستهان بها ولنا في كثير من الدول أسوة كالصين واليابان وماليزيا ودول شرق آسيا التي نهضت وبدأت من الصفر – كما يقال – لذلك يجب الاستفادة من تجربتها والبدء من حيث انتهوا ولا نعيد التجارب بإيجابياتها وسلبياتها، المهم هو الشعور بالمسؤولية ومن شكل عائقا في تحقيق هذه المبادرة من المسؤولين يتم إقالته وتعيين الأصلح والأنفع للناس وللبلد والحذر من المسؤولين التجار الذين يسعون لجني الأرباح فقط ولا يهمهم التنمية والنهوض بالبلاد والمواطن ، وعلى الله قصد السبيل.
وأكدت أهمية الاستفادة والعمل بتوجيه القيادة الثورية والمسارعة في العمل وفق هذه التوجيهات وعدم المماطلة والتباطؤ وألا نعول على المخلوقين وخاصة المنظمات الأممية التي ظهر عداؤها للإنسان المسلم ووقوفها مع مصالحها فقط.
هيبة الدولة
السياسي نايف حيدان أوضح من جهته أن الرئيس الشهيد صالح الصماد – رحمة الله تغشاه – إخلاصا للوطن أوصى بوصيته الحريصة على تقدم وحفظ سيادة اليمن مثلما سار في حياته عليها مكافحا ومجاهدا بإخلاص حتى لاقى ربه شهيدا على أيدي أعداء الحياة وتقدم الشعوب.
وقال: وفاء منا للشهيد الصماد ولتضحياته ها نحن اليوم نسير على دربه ونحقق وصيته على أرض الواقع فرجال الرجال يخوضون أشرس المعارك في مختلف الجبهات ويحققون تقدمات وانتصارات نستطيع أن نسميها بالمعجزات الإلهية، وهذه اليد هي التي تحمي ومثلها بقية الجبهات السياسية والأمنية والإعلامية والاقتصادية والعلمية والصحية والزراعية الخ، تشهد أداء أكثر من رائع في طريق البناء والتقدم والازدهار فكل حر من أحرار اليمن ومن موقع عمله إخلاصا للقضية ولوصية الشهيد الرئيس صالح الصماد يبذل كل ما في وسعه لتحقيق أداء متميز في العمل ولتحقيق نموذج رائع في سير عمله ليصل للحد الأعلى من تقديم الخدمات لهذا الشعب الصامد والصابر.
وأضاف: إن عودة مؤسسات الدولة لنشاطها وعملها بعد أن حاول العدو تجميدها و تقييدها وإفشالها باستهداف مقراتها بالغارات الجبانة وتضييق الخناق بالحصار، يشكل نجاحا كبيرا وضربة موجعة للعدو على طريق يد تبني .
وتابع: نشاهد اليوم الأثر الطيب في التوجه بالجانب الزراعي نحو الاكتفاء الذاتي ونلمس الوضع الأمني المستقر والتوسع في تقديم الخدمات الطبية وسير التعليم في ظروفه الصعبة واستقرار سعر الصرف وتوفر المواد التموينية وإطلاق حملة إعصار اليمن، كل ما ذكر يسير نحو الأمام وبخطوات ثابتة وبإرادة فولاذية وخلف هذه النجاحات تقف كفاءات وقدرات وطنية شريفة مخلصة للوصية وللوطن، إضافة للتصنيع الحربي بمختلف المجالات لم يأت من فراغ بل بجهود الرجال المخلصين الذين أذهلوا العالم وأقلقوا الأعداء .
وبين أن شعار الرئيس الشهيد ووصيته ( يد تبني ويد تحمي ) حملها الأوفياء والمخلصون حبا للشهيد وللوطن بمحمل الجد وأصبح تطبيقها على أرض الواقع سرا من أسرار بناء الدولة اليمنية الحديثة والنهوض بمؤسساتها المختلفة من الجمود والترهل إلى النشاط والقوة.
فبلد مثل اليمن يتعرض لحصار خانق وتكالب عدائي عالمي وتدمير لبنيته التحتية وبشكل مستمر وغارات على مختلف محافظاته ليلا ونهارا ومع هذا تجد الخدمات المتنوعة مستمرة والطريق تعاد للتأهيل والمدرسة تنشط وبالشكل الطبيعي والمرفق الصحي يعمل والجسور والسدود تشيد والصواريخ تطلق على أراضي الأعداء كل هذا لا يعبر إلا عن عظمة هذا الشعب وإبائه وعنفوانه في ظل قيادة ثورية وسياسية حكيمة تمثل النموذج الفريد بل والأفضل من بين كل القيادات التي حكمت اليمن على مدى عشرات السنين.
مؤكدا أهمية استكمال هذه النجاحات وتحصينها رغم توفر الإرادة والقرار السياسي بكونها نقطة محاربة الفساد التي يجب أن تفعل على مستوى القيادات والأفراد وبالشكل المطلوب واستجابة لتوجيه قائد الثورة بسلخ جلد كل فاسد، فالنتوءات لازالت موجودة هنا وهناك ومن كان فاسد في عهد النظام السابق نجده اليوم قد التحق بالثورة واتخذ من الصرخة أو باسمها تصريحا لمواصلة فساده وبطريقة أوسخ وأقذر وألعن من السابق.. متناسيا التحذيرات والتوجيهات الخاصة بمحاربة الفساد، وكما قال المثل الشعبي ( مخرب غلب ألف بناء ) فهذا الفاسد يشوه ويدمر كل ما تبنيه الأيادي فيتحول البناء لهدم وتتحول انتصارات رجال الرجال لهزيمة .
وبين أن ما نحتاجه اليوم هو مزيد من التركيز والإصرار على اجتثاث الفساد والمفسدين وبنجاح هذا التوجه سنصل لإرضاء و لتحقيق كل آمال وتطلعات الشعب الصابر.. ولتكن بداية مواصلة التصحيح والتنظيف من القضاء الذي بدأت خطوات جادة وملموسة لإصلاحه إلا أنها تشهد تعثرا بفعل قوة وتماسك الإرث الماضي الكبير.
اقتصاد يقهر الأعداء
الدكتور أحمد الأشول _جامعة اقرأ – تحدث عن الجانب الاقتصادي لشعار الشهيد الصماد “يد تبني ويد تحمي” حيث قال: إن أهمية هذا الشعار ( يد تبني.. و يد تحمي ) الذي أطلقه الرئيس الشهيد الصماد ، كعنوان لبناء الدولة والدفاع عنها لصد أشرس وأعتى عدوان كوني يشنه دول تحالف الشر الأعرابي الغربي الصهيوني ، بقيادة أمريكا .. تأتي أهمية هذا الشعار من كون واضعه الرئيس الشهيد ، هو ابن ذات المدرسة التي وضع أساسها وأرساها وأطلق شعارها الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي : [ ألله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام ] ؛ فالرئيس الشهيد يمكن القول ، بل الجزم بأنه استلهم شعار المرحلة من الشعار الأعم والأشمل للقائد الحسين.
وأضاف: كان يجري تداول عبارات شبيهة بشعار الرئيس الشهيد؛ أبرزها : ( يد تعمل ويد تحمل السلاح ) ! غير أن ما نحن بصدد تحليله قد فاق في أحكامه ومدلوله كل ما قد سمعناه وجُلَّ ما قلناه ؛ لأسباب عديدة .. من أهمها :-
1 – صلة الشعار الوثيقة بالهوية الإيمانية ، التي ما كان لها أن تتأصل سوى بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر العالمية المباركة ، بقيادة أنصارالله وأحبائه .. ذلك أن معنى اليد هنا ( يد تبني ) و ( يد تحمي ) هي مأخوذة من قوله تعالى : { والسماء بنيناها بأيدٍ … } معناها : بنينا السماء بقوة.. وكذلك قوله عز وجل : { يد الله فوق أيديهم } معناها: قوة الله في نصرة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فوق نصرتهم إياه .. وعليه ؛ فالشعار ( يد تبني و يد تحمي ) معناه : ( قوة تبني و قوة تحمي ) ومثله قولنا : ( يد العدالة ) قوة العدالة ؛ وكأننا بالرئيس الشهيد قد أراد أن يجعل من الشعب قوتين : نصفها للبناء ، والآخر للدفاع ؛ أي : قوة للبناء وقوة للدفاع .
وعن المسار الآخر للشعار يقول الأشول: كونه أراد بناء الدولة ، وفى ظل العدوان الكوني على بلادنا ؛ فكان لا بد أن يجعل للبناء المراد عنوانًا لا يقبل الترحيل لما بعد العدوان ، وشعارًا لا يمحوه التعطيل ودلل على ذلك بأن نَفَرَ بذاته إلى مدينة الحديدة لتجسيد الشعار على أرض الواقع، ليس في شقه الجهادي ( يد تحمي ) فحسب ، وإنما كذلك في إبراز هيبة الدولة وقوتها ، ومن هو أعظم من رجل الدولة في إظهار هيبتها وشموخ بنائها الذي لا يتأتّٰى زخمه والمرء جالس على الكرسي ! لقد ألهب حماس الساحل الغربي وأبناء الحديدة بغيرته التي أبداها وهو ينقل لهم ما قاله السفيه الأمريكي من أن الناس هناك سيستقبلون قوى العدوان بالزهور والورود.
وأضاف: لقد كان هذا الرجل الفارس قد وضع في حسبانه تجارب بلدان عملاقة لم تضع لصمودها شعارًا ومنطلقًا يقيها من الانهيار والزوال؛ فمثلًا بلد كيوغسلافيا – كانت تصنع حتى الغواصات – ألفيناها قد استسلمت بعد شهرين من قصفٍ جوي طالها آنذاك أثناء فترتي الرئيس الأمريكي كلينتون.. كما أن الاتحاد السوفييتي بكل عملقته، قد انهار لإخفاق الإدارة في تموين المخابز بالدقيق ومن ثم التوزيع وفشل تزويد المتاجر الكبيرة بحاجيات الاستهلاك الأساسية للمواطنين ، وقد كانت هذه بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ! فأتوا بخبراء أمريكيين، ولم يكن يحاصر الاتحاد السوفييتي أحد ولا يشن عليه عدوانًا .
ويرى أن جمالية الشعار وموسيقاه، تشد الذي لديه دِرْبَةٌ في الشعر ودرايةٌ ببحوره ، فيجزم بأن الرئيس الشهيد قد جعله على وزن :
( مفاعيلن مفاعيلن )
( يدٌ تبني يدٌ تحمي )
أي أنه شطرُ بيتٍ من بحر مجزوء [ الوافر ] من دون ” و ” العطف بين لفظتَي الشعار .
وأردف أن ما هو حادث من معجزات تُجترَح على أرض الواقع ، ليس له من تفسير إلا أن الله معنا وأننا ننصره وهو ناصرنا وفق وعده تعالى لعباده المؤمنين .