تأثيرات جائحة كورونا على حقوق المرأة

منظمة انتصاف – تقرير
كما أورد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش في ملخص سياسته في التاسع من ابريل عام 2020: في كل المجالات من الصحة حتى الاقتصاد والأمن والضمان الاجتماعي، ان المرأة تتأثر بتأثيرات تفشي فيروس كورونا بسبب النوع الاجتماعي أو الجنوسة.
ان المعطيات تبين بان تداعيات جائحة كورونا الاقتصادية تترك تأثيراتها على المرأة بشكل كبير إذ فقدت وظائفها أكثر من الرجال، كما إنها تحصل على راتب اقل بوظائف مماثلة مع الرجال، وإنها تعمل في مجالات خطيرة وجلهن يعشن تحت خط الفقر.
ان تداعيات تفشي كورونا ظهرت ليس في المجال الاقتصادي إنما في كل المجالات، مع ان تأثيرها على المرأة لم يأت بسبب تفشي كورونا إنما بسبب أساليب اتخذتها الحكومات لحل التحديات السائدة من خلال إجراءات عاجلة لمواجهة الظروف الطارئة ووضع الآليات لمواجهتها، على سبيل المثال فان سياسة فرض العزلة أدت إلى ارتفاع نسبة العنف الأسري والجنسي وزيادة العنف في الفضاء المجازي، وفي الكثير من الدول زادت نسبة العنف الذي يستهدف صحة المرأة الناجم عن صعبة الحصول على الخدمات الصحية والإنجاب.
ان تأثير الوباء على حقوق المرأة والطرق التي تلتزم بها البلدان في احترام حقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، سواء في المرحلة الأولى من تفشي كوفيد 19 في عام 2020 وفي المرحلة التالية عندما بدأت الحكومات في تطوير وتنفيذ الخطط لمواجهة الوباء؛ قد تركزت على ثلاثة مجالات مهمة: حق العمل، والعنف الأسري، والحصول على الخدمات الصحية والإجهاض. هذا وهناك فوارق هيكلية، قد أظهرتها أزمة الصحة وخاصة تلك التي ترتبط بالوفاء بالالتزامات الحكومية التي يقع تطبيق معاهدات حقوق الإنسان على عاتقها، ويجب ان تعالجها الحكومات كونها تشكل أولوية لها، ذلك انه بعد تحليل عدة وثائق حول حقوق الإنسان، ومسار المحاكم الدولية القضائي والمؤسسات المشرفة، نستنتج بأنه كان على الحكومات ان تنفذ تدابير معينة وفي حال حدوث وضع مماثل مستقبلا ستقوم باتخاذها.
ان جل الدراسات المتوفرة بين أيدينا تناولت التأثير الاقتصادي لإجراءات تم تنظيمها على يد الدول في مرحلة إدارة مرحلة ما بعد الجائحة، لكن لا نملك تحليلا عميقا حول واجبات الدول حول احترام حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في إطار تعديل الخطط الحالية، ولهذا هناك حاجة تهدف إلى تقييم تأثير التدابير المحددة على يد الدول على حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، والتزامات الدول في التعامل مع هذه الشريحة، وان الأبحاث تتمحور حول ثلاث أولويات رئيسية: المشاركة والتعويض عن الخسائر والمساواة بين الجنسين، وإيضاح الإجراءات والتدابير المتركزة حول النوع الاجتماعي أو الجنوسة وتعزيزها.
ان ما وصلت إليه التحليلات على المستوى الدولي يُظهر أن جزءا كبيرا من ردة الفعل العالمية حول تفشي فيروس كورونا، كان قد تجلى في تجاهل النوع الاجتماعي أو الجنوسة. على الرغم من أن قضايا النوع الاجتماعي تشمل كلا من النساء والرجال، لكن بشكل عام وفي بعض المجالات، يجب دراسة النوع الاجتماعي المحدد بشكل تخصصي، ومن ناحية أخرى، لطالما كان للصور النمطية والأحكام المسبقة والمعايير التمييزية تأثير مدمر على المجتمع. ملخص القول، لا ينبغي تفويت فرصة إحداث التغييرات، لأن الوقت قد حان لإجراء تغيير ثقافي عميق تستفيد منه كل المجتمعات بشكل كبير.
المصدر: موقع ديبلماسي إيراني
————————
المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قد يعجبك ايضا