الصنداي التايمز: هل ينبغي أن يموت أطفال أفغانستان من الجوع؟
منظمة انتصاف – تقرير
نشرت صحيفة الصنداي التايمز تقريرا لمراسلتها في العاصمة الأفغانية كابل، كريستينا لامب، بعنوان: “على مدى 35 عاما كمراسلة، لم أر معاناة بهذا القدر”.
وتستهل كريستينا تقريرها بمحاولة وصْف معاناة أسرة أفغانية اضطُر عائلها تحت وطأة الجوع إلى عرْض اثنتين من بناته -إحداهما لا تزال في قماطٍ لم تتجاوز بعدُ شهرها الثالث- للبيع استبقاءً على حياة بقية العائلة.
يقول لالا جان: “مضطر للاختيار بين بيع ابنتَّي أو موت باقي أعضاء الأسرة من الجوع”.
وتعيش أسرة لالا جان، ذات الثلاثين فردا، على ثماني قطع من الخبز يوميًا، هي كل ما تحصل عليه من مساعدات.
وكان لالا جان عاملا يتكسّب حوالي 2.20 دولارا يوميا قبل أن تسيطر حركة طالبان على السلطة في أغسطس/آب الماضي، ومن يومها لم يعد صاحبنا يحصل على أي شيء، وفي المقابل فقدت العملة المحلية نحو نصف قيمتها وسجلت الأسعار ارتفاعا جنونيا.
وتقول صاحبة التقرير إن هذه هي حال أكثر من عشرة ملايين إنسان يمثّلون بحسب تقديرات الأمم المتحدة نصف سكان أفغانستان في مواجهة الموت من الجوع.
وتجتمع على الأفغانيين موجتان هما الأسوأ منذ سنين طويلة، إحداهما موجة جفاف، والأخرى موجة من الطقس شديد البرودة.
وفي ظل ذلك تتوقف المساعدات الأجنبية لهذا البلد الذي يعيش على المساعدات كونه أحد أفقر بلدان العالم وقد مزقّته الحرب وقطّعت أوصال الملايين من أبنائه.
والآن، بحسب الكاتبة، يُخشى على ملايين الأفغان الموت من الجوع، أكثر مما كان يخشى عليهم من الحرب.
تقول كريستينا لامب: “على مدى 35 عاما كمراسلة أجنبية، غطيتُ أحداث مجاعات تخلّلها تفشّي أمراض وسقوط وفيات، لكنني أبدًا لم أشهد مأساة بحجم بلد بكل طبقاته الاجتماعية .. كل هذا يحدث أمام أعيننا ولا نستطيع التخفيف من حدّته على الضحايا”.
وتشير الكاتبة إلى انقسام المجتمع الدولي بشأن تقديم مساعدات لبلد تحكمه جماعة تقاتل قوات حلف الناتو منذ 20 عاما، ومعظم أعضائها مدانون بالإرهاب.
وفي ذلك تقول كريستينا إن أحدًا “لا يختلف على طبيعة طالبان”، لكن الكاتبة تنقل قول ماري-إلين مكغرورتي، مديرة مكتب برنامج الغذاء العالمي في أفغانستان: “إذا لم نرسل المساعدات سيموت الناس. هل ينبغي أن يموت أطفال أفغانستان من الجوع؟ هل نعاقب بذلك طالبان؟”
وبالمثل، تنقل الكاتبة قول عبد القهار بلخي، نائب المتحدث باسم طالبان: “تعليق المساعدات لا يضرّ غير الناس …. لا يضرّني ولا يضرّ القيادة”.
*بي بي سي- راي اليوم