انعدام الأمن يعبث بحياة اليمنيين الواقعه تحت سيطرة التحالف
منظمة انتصاف – أخبار محلية
ارتفعت معدلات الجريمة البشعة بشكل لافت في عدد من المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة التحالف.
ويوماً بعد أخر يصحو سكان المحافظات المحتلة، على وقع صدمة الجرائم التي يرتكبها أباء بحق فلذات أكبادهم، وشريكات العمر.
يترافق ذلك مع انفلات أمني، وتردي للأوضاع المعيشية الناتج عن موجة غلاء فاحش وغير مسبوق لأسعار السلع والمواد الغذائية في الاسواق المحلية والانهيار الكبير للعملة الوطنية في المحافظات المحتلة، مما انعكس على شكل غضب يفقد على أساسه البعض السيطرة على أنفسهم، من خلال الاقدام على جرائم بشعة.
اوقفوا اسباب الجريمة
فمن المتعارف عليه عند جميع البشر، أن الأب يفني حياته في توفير لقمة العيش لعائلته وضمان تربية حسنة وحياة أمنة ورغيدة لأبنائه، لكن حينما يقرر الأب في نهاية المطاف التخلص من فلذات كبده وأفراد أسرته فهنا الأمر يصبح غير منطقي ويكون ناتج عن مؤثرات وعوامل قهرية خارجية أثرت سلباً على عقول وقلوب الآباء. بحسب دراسات علم النفس.
كما أن انتشار جرائم الآباء ضد فلذات أكبادهم في المحافظات المحتلة بشكل عام ومحافظة الضالع بشكل خاص، وبطريقة وحشية تتنافى مع قيم الرحمة والإنسانية خلال الفترة الماضية، خير دليل على مدى ارتفاع السلوك الإجرامي، الذي جاء نتاج لما زرعته دول التحالف طوال 7 سنوات من التعبئة الخاطئة لدفع أبناء المناطق التي سيطر عليها لخوض الحرب ضد ابناء بلادهم خدمة لأجندات الاحتلال.
أجساد وقوداً للنار
أمس السبت، عاش سكان قرية “القبة العطرية” القريبة من عزلة سناح بمحافظة الضالع، تحت صدمة جريمة تقشعر لها الأبدان راح ضحيتها أم وطفلها ذو الربيع التاسع على يد رب الأسرة، إلى جانب تعرض 3 من أطفاله بجروح متفاوتة بسبب الحريق.
وبحسب سكان محليون، قام الأب “قاسم زرعة” بصب مادة البترول على جسد ولده وإشعال النار فيه، بسبب شكوى من أحد سكان القرية، بأن الضحية أقدم على اقتطاف بعض أوراق القات مع مجموعة من أطفال القرية.
وأضاف السكان، أن الأم هرعت مذعورة بعد سماع صرخات طفلها والنيران تلتهم جسده البريء في محاولة منها لإطفاء النيران المشتعلة في جسد فلذة كبدها، إلا أن الأب قام بصب البترول المتبقي في القنينة على جسد الأم لتلتهم النيران جسدها مع طفلها.
وأشار السكان، إلى أن الناس هرعوا على وقع صراخ استغاثة الأم لإنقاذها وولدها ولكن الاب المجرم منع الأهالي من إنقاذهما من خلال تهديدهم بسلاح ناري.
وأوضح السكان، ان النيران حولت أجساد الأم وطفلها إلى جثث متفحمة، فيما أحرقت النيران 3 من أطفال الجاني الذين هرعوا لنجدة والدتهم وشقيقهم.
تأتي هذه الجريمة بعد أقل من شهر، على اقدام “فؤاد الحشطة” في ذبح إبنه ذو الثلاث سنوات وفصل رأسه عن جسده في قرية “لكمة لشعوب” بمحافظة الضالع، باستخدام أداة الزراعة المنجل، إثر خلاف عائلي مع زوجته.
ضحايا العنف العائلي
جرائم العنف العائلي طالت العديد من المحافظات المحتلة والتي تحولت بحسب منشورات الناشطين الجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى “ظاهرة شبه يومية”.
وقال الدكتور “عمر السقاف” في تغريدة له على موقع “تويتر”، “قبل أقل من أسبوعين تقريباً نشرت منشور حول هذه الجرائم .. بعنوان : هذا ليس وطننا ولا هؤلاء من بني جلدتنا.
واستعرض السقاف في تغريدته العديد من تلك من الجرائم التي شهدتها المحافظات اليمنية المحتلة.
وأكد السقاف في تغريدته، أن هذه الجرائم أصبحت ظاهرة ولم تعد حوادث عابرة.
وأشار السقاف، إلى أن الأمر اصبح يستدعي الدراسة وتدخل مراكز البحث العلمي للوصول إلى الرابط بين مرتكبيها نفسياً أو عقلياً أو إدماناً للمخدرات أو الجرائم ، أو مخلفات نفسية وعقلية للشراكة في الحرب وتحول القتل لإدمان وغير ذلك من الأسباب المتوقعة.
وقال السقاف: “من العار على مجتمعنا إن لم يهتز لهكذا جرائم ، وليعلم الجميع إن من يصل بهم الأمر لهكذا إجرام بحق أقرب الناس إلى قلوبهم كفلذات اكبادهم ووالديهم ، فماذا يتوقع أن يفعلوا أو أمثالهم حين يكونوا بمواقع مسؤلية أمنية أو عسكرية أو أي جانب سلطوي أو باي مركز من مراكز السطوة مما يمكنهم من ممارسة الإجرام تحت مظلة القانون” .
واختتم السقاف “نصيحة ارفعوا أصواتكم وطالبوا جهات البحث العلمي لتحمل مسؤولياتها، في دراسة هذه الظاهرة والخروج بالخلاصة التي تنور المجتمع وتفضي لاقتلاعها وحماية المجتمع من تفشيها”.
وبدوره قال فيصل السعيدي رئيس منظمة سما للتنمية والارشاد ابين في تغريدة له على موقع “تويتر” تحت عنوان (وحوش هذا الزمن)، “في منطقه العطرية القبة، محافظة الضالع أب يحرق ولده بمادة البترول البالغ من العمر6 سنوات بسبب قيام الولد بقطف قليل من القات من مزرعة أحد أقاربهم ، وعند قدوم والدة الطفل لتطفئ الحريق ، صب عليها البترول واحرقها بجانبه دون أن تأخذه شفقة ولا رحمة”.
ويبدو أن حالات الإنحراف السلوكي والنوازع الإجرامية في عدد من مناطق اليمن، تمثل في الحقيقة إحدى نتائج الحرب التي تخوضها دول التحالف على اليمن منذ سبعة أعوام.