ماهي دلالات الدعم الأمريكي المفتوح للسعودية في الحرب على اليمن؟

منظمة انتصاف – تقرير

 

 

استبقت الخارجية الأمريكية قرار استئناف تصدير الأسلحة إلى السعودية هذا الأسبوع، بتصريحات أكدت فيها وقوف الولايات المتحدة، إلى جانب العدوان السعودي على اليمن، بما يؤكد أن واشنطن هي المحرك الفعلي للحرب، حيث أكد متحدث الخارجية أن الولايات المتحدة تقف في صف شريكتها السعودية وتدين استمرار تعرضها للقصف من قبل اليمن.
في هذا الشأن لم تفلح محاولات عدد من أعضاء الكونغرس في الضغط على إدارة بايدن بوقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، كما ذهبت مطالبات منظمات المجتمع الدولي والحقوقي التي أكدت معاناة الشعب اليمني جراء استمرار الحرب للعام السابع على التوالي أدراج الرياح، بعد رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار كان يستهدف منع بيع صواريخ متقدمة جو-جو متوسطة المدى، وقاذفات صواريخ، وأسلحة أخرى للسعودية.
وفي الوقت الذي انتقد حقوقيون ووسائل إعلامية واسعة الانتشار عالميًا، تخلي الرئيس الأمريكي بايدن عن وعوده الانتخابية بجعل السعودية ” منبوذة” ومعاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على جرائمه المرتكبة بحق اليمنيين وقتل الصحفي جمال خاشقجي بطريقة وحشية، وإنهاء مبيعات الأسلحة للسعودية، تبخرت تلك الوعود، وأكد بايدن ِأنه لم يختلف عن سابقيه (أوباما – ترامب) اللذان دعما حربًا كارثية على اليمن

 

السياسة الأمريكية وإن بدت عاطفية بتصريحات وهمية، لا يمكن الوثوق بها، في ظل استمرار التلاعب بقضايا العرب والمسلمين، ومنها الحرب على اليمن، التي دُشنت بضوء أخضر أمريكي، ولا يمكن أن تنتهي إلا بنزع أمريكا نفسها لفتيل الحرب وإطفاء ذلك الضوء وإيقاف أدواتها في الشرق الأوسط (السعودية – الإمارات- الاحتلال الإسرائيلي) بمكالمة هاتفية من بايدن لا أكثر.
تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على تواصل مد السعودية بالأسلحة، يناقض مواقفها وادعاءاتها بالسعي مع الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن؛ كون استمرار تدفق الأسلحة إلى الرياض وصيانة المقاتلات الحربية وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، كلها دلائل على أن أمريكا هي من تقود الحرب على اليمن لا هوادة.

مشروع القرار
وكان مجلس الشيوخ قد رفض قرار وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية بأغلبية 67 صوتًا مقابل موافقة 30 صوت على الصفقة التي أقرتها وزارة الخارجية الأمريكية، وتشمل 280 صاروخا (إيه.آي.إم-120سي-7 / سي-8) جو – جو متوسطة المدى المتطورة (أمرام) و596 راجمة صواريخ (إل.إيه.يو-128)، إلى جانب حاويات وعتاد للدعم وقطع غيار ودعم هندسي وفني تقدمه الحكومة الأمريكية.

تصعيد عنيف ورد قوي
وعلى أعتاب تظاهر السعودية بالسعي للخروج من مستنقع الحرب على اليمن، تواصل الرياض الحصول على أسلحة أمريكية، في تأكيد على عدم صدقها في تصريحاتها الفضفاضة حول إحلال السلام في اليمن.
مؤخرًا ضاعفت السعودية من شن هجمات متواصلة على اليمن وخصوصًا العاصمة صنعاء ومأرب والحديدة، وعادت طائراتها لاستهداف الأحياء السكنية وسط العاصمة مخلفة العديد من القتلى والجرحى المدنيين، في محاولات عشوائية وجنونية لتحقيق أدنى انتصار لم تحققه طيلة 7 سنوات رغم الدعم الغربي الكبير الذي تحصلت عليه.

 

بالمقابل لا يزال الجيش واللجان الشعبية يحققون الانتصارات، في مختلف جبهات القتال وبات الجيش على بعد كيلومترات من تحرير مدينة مأرب أخر معاقل (حكومة هادي) وحزب الإخوان في الشمال، يقابل ذلك تفوق واضح لعمليات ردع العدوان واستهداف المنشآت العسكرية السعودية وتدميرها، الأمر الذي لم تستوعبه السعودية حتى اليوم، رغم فشلها عسكريًا والتوجه لخنق البلاد اقتصاديًا ومواصلة فرض الحصار الجائر برًا وبحرًا وجوًا.
من جانبه، قال عضو الكونجرس “بيرني ساندرز”، في كلمة حث فيها على دعم مشروع القرار: “تصدير المزيد من الصواريخ إلى السعودية لن يفعل شيئا سوى تأجيج هذا الصراع، وسكب المزيد من الوقود على النيران المشتعلة بالفعل”.

 

قد يعجبك ايضا